يشهد قطاع العقارات في المملكة العربية السعودية نموًا تحوليًا، مدفوعًا برؤية وطنية طموحة وإصلاحات اقتصادية تمتد للمدى البعيد. حيث يتم استثمار رأس المال، وتتسارع جداول المشاريع، وتظهر هويات حضرية جديدة تمامًا، ومع ذلك، وسط هذا التوسع السريع، تبرز مسألة مهمة: هل بذلك توازن بين تركيزنا على الكمية مع حضور الجودة، خاصة بالتصميم الموجه نحو الإنسان؟
فجوة الجودة
تكشف تقارير حديثة من “JLL” والتقرير السعودي ٢٠٢٥ أن المشاريع الخاصة في المملكة ليست مقيدة بالتمويل أو الطموح، بل بالتالي:
· معايير تنفيذ غير متسقة
· ضعف التوافق مع احتياجات المستخدم النهائي.
· دمج غير كافٍ لديناميكيات المجتمع.
· ميل نحو التخطيط قصير الأجل، والموجه نحو المخرجات.
وتؤكد هذه النتائج على ضرورة التحرك إلى ما هو أبعد من نماذج التطوير التقليدية. ويجب أن تُفعل استراتيجيات شاملة مدفوعة بالهدف توازن بين الجدوى التجارية وقيمة المجتمع على المدى الطويل.
الخبرة العملية لرؤية العقارية: إعادة التصميم لتحقيق الأثر الإنساني
في أحد مشاريعها الحديثة، قامت رؤية العقارية بخطوة حاسمة: تم إيقاف البناء مؤقتًا لإعادة تقييم التصميم، بهدف تعزيز قابلية العيش وتقوية تكامل المجتمع.
وقدمت تصميم يتميز بالتالي:
· المزيد من المساحات العامة القابلة للاستخدام.
· تحسين الاتصال وتدفق المشاة.
· وصول أفضل وتماسك الأحياء.
زاد هذا التحول من تكاليف التطوير بنسبة ٥٪ إلا أنه أدى إلى زيادة فعلية في الإيرادات بنسبة ٣٢٪ كنتيجة مباشرة لتوافق أقوى مع احتياجات المجتمع.
في سوق متغير، من أين يأتي الطلب؟
مع تصاعد التحديات في قطاع التجزئة، أصبح الوصول إلى مستأجرين ومستخدمين نهائيين للمساحات القابلة للتأجير أكثر تعقيدًا. لمواجهة ذلك التحدي، تتبنى رؤية العقارية استراتيجية استباقية ومدروسة للمخاطر تشمل:
· تحديد الشركاء الرئيسيين وتوقيع مذكرات تفاهم مع الجهات الكبرى في قطاعات مثل الرعاية الصحية والسياحة والترفيه والتجزئة، مما التوافق الاستراتيجي.
· إشراك المشغلين والمستخدمين النهائيين خلال مراحل التصميم المبكرة لتخصيص التطوير وفقًا للاحتياجات التشغيلية وتجارب المستخدمين.
· تصميم المشاريع حول المتطلبات التشغيلية لدعم الإشغال على المدى الطويل وضمان الاستدامة المالية.
تضمن هذه الاستراتيجية التوافق بين الرؤية والتصميم والطلب، مما يحمي التدفقات النقدية بينما يرفع تجربة المستخدم النهائي.
إعادة صياغة النجاح العقاري
في المشهد العقاري اليوم، لم يعد النجاح يقتصر على حجم المشروع فحسب، بل أصبح متعلقًا بمدى تكامله مع حياة الأفراد والشركات والمجتمعات التي يخدمها. من خلال دمج الجودة، التحلي بالقدرة على التكيف، فهم المكان من المراحل الأولى، ووضع المشغلين والمجتمع في الاعتبار، يمكن للمطورين تجاوز جمود المباني، وإنشاء مساهمات حضرية ذات قيمة.